الإثنين , أكتوبر 7 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / وثائقيات سودانية / انقذوا السودانوية

انقذوا السودانوية

انقذوا السودانوية

لقد كان موضوع الهوية لدي من الموضوعات المحسومة باعتبار أنه ما إن تحدث تنمية متوازنة وعدالة اجتماعية سيحسم أمرها، ويبدو أنها كانت وجهة نظر قصيرة لموضوع الهوية والاستلاب الثقافي.
ان الاستلاب الثقافي والاستسلام للثقافة العربواسلاموية لشبه الجزيرة العربية في نسختها السعودية أصبحت تشكل خطرا على هويتنا السودانية وثقافتنا التي نشأنا وتربي عليها أجيال سابقة واجيال لاحقة، ما لفت انتباهي هو احتفالنا بثقافتنا حينما نراها منتشرة في بلدان افريقية من حولنا فإننا نحتفي بها دون أن يصيبنا الضجر أو الغضب بل نسعد بها دون أن نلقى بالا بأنه قد أصبحنا لا نرى هذه الثقافات الموروثة ممارسة من ابناء وبنات السودان فحينما يغني ويمارس الرقص على الطريقة السودانية من الاخوة إثيوبيا وشرق أفريقيا وبعض الأخوة في كثير من بلادان غرب أفريقيا لكن عندما تمارس هذه الثقافة خصوصاً الرقص ومن النساء السودانيات بنفس طريقتنا الموروثة فهذا أصبح الآن يثير حنق كثيرين وذلك لتأثرهم بالايدلوجية الدينية للاسلام المنتشرة بالمملكة العربية السعودية التي تمنع قيادة المرأة للسيارة ولا توجد مسارح أو سينما وكل أنواع الفنون تمارس بقيود مشددة ، لقد نشأ ابائنا ونحن من بعدهم ولم يكن الإسلام في خطر داخل السودان وكان الناس مسلمون واسلامهم حسن، لذلك لم يكن شيء مثل ارتداء التنناير القصيرة من بعض السودانيات اوالاردية القصيرة من بعض الرجال أيضآ، يثير الحنق والضجر، أو أن ترقص عروس امام الملا في الشارع داخل السرادق الذي يقام للفرح مدعاة لأن يكون ولاة الأمور والآباء في ذلك الوقت من ممن يطلق عليهم يحسب أيديولوجية شبه الجزيرة العربية ديوسا أو يكونوا ضعاف الشخصية أو لم يحسنوا تربية أبناءهم وبناتهم ، الخلفية الدينية التي كانت تسود الشارع السوداني ذات نفس صوفي وقد كانت تستمد قوتها من المجتمع لذلك كان التسامح يسود بين الناس على الرغم من بعض ممارسات الصوفية السلبية ومأخذها الا انها لم تجنح للعنف .ولم يحدث أن سمعنا بالدولة الإسلامية وطالبان واحاديثهم واياتهم وفهمهم للدين الإسلامي الذي تقوم دولتهم على ما يفهمونه من التفسير الذي يبررون به ما يقومون به جرائم، وهذا الفهم صار الآن منتشرا على مستوى واسع وكبير بالبلاد الآن بعد أن تقوى بسلطة الدولة، ندق الآن نواقيس الخطر القادم خصوصاً بعد تصدير السودان اعدادا من شبابه وشاباته للدولة الإسلامية المعروفة بداعش وازدياد مناظراتهم مع الصوفية والملاسنات وأحيانا العنف على الرغم من انهم يصلون نحو نفس القبلة ويحجون اليها ويرجمون معا نفس الشيطان .الملاحظ ايضا تراجع الثوب السوداني والعراقي والسروال امام العبايات النسائية والرجالية لبلاد فارس وشبه الجزيرة العربية لقد أوشك المجتمع السوداني أن يتحول لمجتمع خليجي الطبع واوشك السودان لأن يتحول من قطر داخل القارة الأفريقية إلى نسخة لشبه جزيرة العرب وما يسود فيها من موروث مختلف عن ثقافات شعوبنا طبعاً وشكلا بسبب قوة الأيديولوجية السعودية الدينية وتواطو السلطة السودانية معهم لأن بها تشابه كبير مع الأيديولوجية الإخوانية الحاكمة برغم صدامهم أحياناً.
من يريد أن يتامل في كيف أن الأيدلوجية الاسلاموية السعودية كيف يمكن لها التأثير وانها تستلب كثيرين لا يمثلونها هو ما يحدث في الصومال وما يحدث في نيجيريا فقد تبنت التيار الجهادي بالصومال ومعه بوكو حرام تلك الثقافة الاسلاموية حتى انهارت الدولة في الصومال وفي نيجيريا الدولة تحاول القضاء عليها ولكن إلى الآن لم تستطع.
أما عندنا فدولة الانقاذ تهدد بحال ذهابها بأن السودان سيتحول إلى دولة جهادية وذلك باستخدامها المتشددين الذين تفتح لهم المنابر وتقلق أمام مراكز نشر الوعي والتنوير كفزاعة وهذا ما يدعوا الغربيين للوقوف مع هذا النظام لأنه قادر على تخويفهم بهذه الفكرة التي رعاها النظام ومازال قادرا على السيطرة عليهم ولكنها مثل اللعب بالنار فاي حماقة هذه التي تجعل من التمسك بالسلطة مدى الحياة أو الطوفان

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.