الإثنين , سبتمبر 30 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *السودان: انهيار الدولة الوشيك*
حزب البعث العربي الاشتراكي (الاصل) قيادة قطر السودان

*السودان: انهيار الدولة الوشيك*

╭─┅─═🇸🇩ঊঊঈ═─┅─╮
    📰 *الهـدف*
*دقة الخبر ومسئولية الكلمة*

#الهدف_آراء_حرة

*بقلم/ محمد الأمين أبوزيد*

*(إن الأمم تموت عندما تفقد القدرة على التمييز بين الحق و الباطل)*
*ابن الرومي*

سيحاول هذا المقال – قدر الإمكان – الوصول إلى إجابة متوازنة لسؤال *هل تمر الدولة في السودان بمرحلة الانهيار الوشيك؟* و لعل الناظر إلى الأوضاع في البلاد وحالة العجز العامة البائنة عن مواجهة التحديات والازمات، يصل إلى نتائج واضحة فى هذا الجانب. سنحاول في هذا المقال مناقشة أسباب انهيار الدول بضوء رؤية بعض مفكري علم الاجتماع، ومدى مطابقتها لواقع الحال المُعاش في السودان، لندرك من بعد طبيعة المرحلة التي تمر بها بلادنا من تحديات، وما تتطلبه من عمل ازاءها ضمن المسؤلية الاجتماعية لكافة قطاعات الشعب المختلفة.
المعايش لواقع الحال، يلحظ غياب الدولة وعجز السلطة ازاء التحديات والمشكلات التى يعاني منها المواطن السوداني بفعل سياسات كسيحة غير مبصرة وغير نافذة الى جذور المشكلات والتحديات، وربما يتملكك احساس بأن الحكومة تعيش فى اغماءة أو سكرة أو نوبة جنون وهى تنظر للمعاناة دون أن تبدي أي نظر.
سنتناول هذه الفرضية التي تشكل عنوان مقالنا فى نقاط مكثفة بهدف إلقاء حجر فى بركة، لعل قومي يفقهون خطورة الموقف وأسباب الانهيار الوشيك المتمثلة فى :

1/ تعجز الدول بعجزها عن الاستفادة من الامكانيات الكبرى الكامنة فى مجتمعاتها من أجل تحقيق النمو، مايؤدي الى إفقار مواطنيها، ويجعل الفارق بين مستويات المعيشة بعيداً بعد المشرق والمغرب.

2/ تحكم الدولة مؤسسات تدمر الحوافز، وتثبط الأفكار، وتستنزف مواهب مواطنيها، وتغتال الفرص للحفاظ على مصالح النخب الحاكمة واحتكاراتها على حساب المجتمع، مستفيدين من المؤسسات السياسية المزورة لإرادة الشعب.

3/ المؤسسات القائمة على الاستغلال والبطش وقهر الشعب مصيرها الفشل ومصير نظامها السقوط حتماً، وهى تؤدي إلى معاناة رهيبة.

4/ تحيل الدولة الفاشلة كل مؤسسات القطاع العام الى احتكارات لصالح تنظيمها ومحاسيبها، مايجعل المجتمع تحت قيد السخرة والعمل لصالح الفئات الطفيلية الحاكمة والمتحكمة فى ثروات البلاد.

5/عندما تتحكم النخب الفاسدة فى الاقتصاد تعمل على بناء الاحتكارات، وتضخيم الثروات، وتحقيق الأرباح على حساب الدولة والمواطن، وبناء الامبراطوريات التجارية (شركات، مؤسسات، مشاريع، …الخ ) فى مختلف مناحي النشاط الاقتصادي.

6/غياب القانون والنظام يمثل وجه من وجوه الدولة الفاشلة، فالاقتصاد الناجح يحتاج الى دولة مركزية فاعلة وآليات لتسوية النزاعات، وفى ظل غياب القانون والنظام تفقد الدولة سيطرتها خارج حدود المدن، ويحل مكانها القبيلة والمليشيا المسلحة، وهذا مايحدث فى مناطق النزاعات فى دارفور، والنيل الازرق، وجنوب كردفان.

7/يمثل ضعف الحكومة المركزية وعدم قدرتها على ممارسة السيادة وجها كالحاً للانهيار، ما يؤدى الى غياب الدولة فى معظم أجزاء البلاد، وبالتالي نقص الخدمات العامة فى الصحة، التعليم، الرعاية ووو
..إلخ، وفشل المشاركة الشعبية فى الأنشطة الاقتصادية، هذا من جانب ومن جانب آخر يؤدي لإطماع دول الجوار، مثلما هو حادث فى (الفشقة) مع اثيوبيا، و(حلايب وشلاتين) مع مصر، وترسيم الحدود مع جنوب السودان.

8/انهيار الخدمات العامة (صحة، تعليم، طرق، مياه شرب، صحة بيئة، محروقات، ..إلخ)، وهذا مايؤشره نفض الدولة يدها عن كل الخدمات وتخصيصها، بحيث تصبح حصراً على أصحاب الحظوة والقادرين.

9/ الانهيار القيمي والأخلاقي والديني، يرى المفكر الانجليزي *أرنولد توينبي* فى نظريته *التحدي والاستجابة* *(ان الانهيار القيمى والاخلاقى والدينى يقود إلى الجمود وإلى العجز عن الإبتكار والتجديد والإبداع، ومن ثم العجز عن مواجهة التحديات).*
عندما يحدث هذا تمر الأمة بما يسميه (شرخ الروح) الذي يقود الى موت القدرة الروحية والأخلاقية على الابداع والتجديد ومجابهة التحديات.

10/ يرى *إدوارد جيبون* فى كتابه *(انهيار الإمبراطورية الرومانية)* أن انهيار المسؤولية الفردية – أي إحساس الفرد بمسؤوليته تجاه المجتمع – أحد أسباب سقوط الدول.

11/وفي جانب آخر، يرى *(جيبون)* أن انهيار مكانة الدين في المجتمع كقوة مرشدة وموجهة وهادية، من الأسباب المؤدية لسقوط الدول، وهذا ما تمثله تجربة الإسلام السياسي فى الحكم على مدى ثلاثة عقود، من خلال متاجرتها وتسييسها للدين، وإفراغ مضامينه فى العدل، والمساواة، والحرية، والحقوق.

12/ الاستغلال السياسي وغياب الحقوق والحريات، أدى إلى سيطرة الحزب الحاكم وأعوانه على مقاليد الدولة، وبروز طبقة جديدة بفعل الامتيازات السلطوية، وغياب دور القطاع العام، عملت على امتصاص عرق الفقراء فى الزراعة والرعى، وتحقيق الثروات على حسابهم، وهذا ماسماه عالم الاجتماع الألماني *روبرت ميشيل* *بالقانون الحديدى (الاوليجارشية ).*

13/الاقتتال على المصالح، وصراع الأفيال داخل التنظيم الحاكم استناداً على مؤسسات الدولة الفاسدة التي تعمل بعيداً عن مهامها وتحويلها إلى كانتونات تجارية تعمل فى الاستيراد، وتجارة العملة والمضاربات والأراضي والسمسرة والاستثمارات المحمية (شركات الأمن والجيش والشرطة… إلخ ).

14/ الارتفاع فى معدلات الجريمة والانفلات الأمني والأخلاقي، والذي يتبعه انهيار مرافق الدولة، وحينها تعجز الدولة عن تلبية احتياجات الناس الأساسية.

15/ عدم القدرة على تحقيق العدالة، وردع المظالم، يجعل الناس تفكر بآلية رد الظلم عن نفسها، والحصول على حقوقها بالقوة، وبالتالي تنهار قيمة احترام القانون وهيبة الدولة .

16/ يمثل سوء اختيار الموظف العام فى الدولة وجه من وجوه الانهيار، وكما قال *ابن خلدون (سوء اختيار الأعوان من قبل الحاكم تعد محاولة انتحار صريحة للدولة، فهؤلاء يضعون الغشاوة على أعين الحاكم فلا يعرف للعدل طريق)*، وكما قال *ابن الرومى (إن الأمم تموت عندما لا تملك القدرة على التمييز بين الحق والباطل).*

17/ يعتبر الترهل الإداري فى ظل ضعف الإمكانات، وغياب المساءلة، وتحكيم معايير الشفافية، من الأسباب المؤدية لانهيار الدولة وتحولها من دولة رعاية الى دولة جباية، لتلبية متطلبات الهيكل الإداري غير المنتج، ومنصرفاته فى السيارات والامتيازات والوقود والأثاث… إلخ.

18/ إحياء روح التعصب القبلي بين أفراد الشعب، واللعب على التناقضات وتحويلها لصالح الولاء للحكم على حساب الانتماء الوطني ووحدة التراب .

19/العجز عن الاستجابة للتحديات، يرى المؤرخ البريطاني *توينبى (أن الدولة تصل إلى مرحلة السقوط والانهيار عندما لايمكنها التصدي والاستجابة للتحديات التى تواجهها، وعدم القدرة على التجديد وقتل روح الدولة وقدراتها الإبداعية )*.. أليس هذا مايحدث؟

20/ تؤدى ثلاثية الاستبداد، والقمع والإقصاء، ورعاية الفساد، إلى تراكم مشاعر السخط المكبوتة، وعدم القدرة فى السيطرة على أركان الدولة، بالرغم من تحصينها بأعتى الأجهزة القمعية والمتسلطة (أمن عام – أمن خاص- دعم سريع – قوات مكافحة شغب.. إلخ ).

21/ الفساد الاقتصادي، وتردي الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع معدلات الفقر، وتصاعد الأسعار، وعجز السياسات، تساعد في انتهاك كيان الدولة وتزيد من وتائر السقوط.

22/ يشير *ابن خلدون* فى مقدمته حول *أسباب سقوط الدول* إلى ثلاثة أسباب، هى :

*الأول: الظلم*، يقول *(الظلم مؤشر لخراب البلدان )*، مشيراً إلى أنواع الظلم، مؤكداً أن الفسق ( ارتكاب المعاصي الكبيرة من قبل النافذين في الدولة، ولم تستطع يد القانون أن تطالهم كونهم محميين بمكانتهم ونفوذهم )، هو من اسباب السقوط .

*الثانى: الشيخوخة* وهى تحدث عندما يضعف الولاء الوطني للدولة وتحل محله الولاءات القبلية والجغرافية والإثنية، وذلك بفعل سياسات الانحياز، ما يجعل الدولة عرضة للانقسام والتفكك.

*الثالث: هرم الدولة* وهذا يعكسه تسكين التمرد بالعطاء، فتفقد الدولة أبهتها وتكثر الجبايات والمكوس ويمتد الظلم الى حقوق الضعفاء ويطالب الجدد بزيادة العطاء والرواتب فيكثر الإنفاق، فلا تكفي الجبايات وتشتد المنافسة بين أهل الدولة المقربين.

*أليس ماقرره ابن خلدون هو مايحدث بالتمام في واقع البلاد؟؟*

23/ عندما تفشل الدولة فى إدارة التنوع وتعجز عن توظيفه لصالح وحدة الوطن ووحدة أراضيه، تتعرض الدولة للانقسام والتشظي والتفتيت إلى دويلات متناحرة، وهذا مابدت مؤشراته في انفصال الجنوب، واحتمالات انتقال العدوى لمناطق أخرى تعانى من ذات الفشل.

24/ إن معادلة ربط التنمية الاقتصادية وتحقيق التقدم الإنساني رهينة باحترام حقوق الإنسان وصون كرامته وحرياته، فالدولة التى تجانب هذه المفاهيم وتحتقرها لا شك فاشلة و ساقطة وإن حققت بعض النجاحات، هكذا أكدت التجربة الإنسانية.

25/ إن عدم الإستفادة من التجربة واستنفاد كل الخطط والسياسات، وعدم قدرتها على تحقيق النجاح يعكس نضوب المعين الفكري وهزيمة العقل السياسي للنظام الحاكم وتنظيمه، وبالتالي فإن التشبث بالسلطة يعد ضرباً من الانتحار وتخندقاً خلف المصالح المهددة بسقوط الكهف على رؤوس ساكنيه.
بعدما تقدم يطرح الكاتب سؤال

*مفاده:*
*هل إسقاط الاستنتاجات المشار إليها أعلاه في واقع البلاد  يشير إلى فرضية عنوان المقال انهيار الدولة الوشيك ؟؟*

*أظن ذلك و الله أعلم.*

________________________

*▪العصيان المدني طريقنا لإسقاط النظام وإقامة البديل الوطني الديمقراطي*

*▪لا سلطة لغير الشعب ولا وصاية على الشعب.*

*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

على تويتر
https://twitter.com/alhadaf_albaath
╰─┅─═ঊঊঈ🇸🇩═─┅─╯

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.