الاشكالات الصحية لمجتمعات الكنابي ومقترحات الحلول :-

   بقلم / محمد علي أحمد (مهلة)
مقدمة :
في ورقة ومقالات سابقة ،كتبنا وتحاورنا عن واقع وضعية الكنابي ودرجة الظلم الواقعة علي مجتمعاتنا من  الحكومات المتعاقبة علي السودان وإدارات المشاريع الزراعية في قضايا  سكن الكمبو  غير الانساني ،وغياب الخدمات ، وواقع علاقات الانتاج وشروط العمل غير العادلة   ،وحق المواطنة المنتقص ،وكتبنا ايضا عن إشكالات التعليم وآفاق الحلول ،
ومواصلة  لتناول قضايا مجتمعات الكنابي نتناول اليوم
الأوضاع والإشكالات الصحية ومقترحات الحلول :
فالوضع الصحي لمجتمعات الكنابي يتأثر بالأتي :-
-الوضع البيئ بالكمبو
عدم صلاحية ارض الكمبو للسكن اللائق المستقر القابل للامداد بالخدمات ، واغلب الكنابي تكون
قرب الارض الزراعية  حيث الحشرات والبعوض. وضيق السكن  وغياب المنافع عند البعض. وتواجد المواشي داخل الاسوار السكنية الضيقةوشرب مياه الترع الملوثة لبعض سكان الكنابي تمثل جميعها بيئة صحية سيئة.تسبب الكثير من الامراض..  
– الانتشار الكبير للاسمدة والمبيدات الحشائش والحشرات ، فالمبيدات نفسها مع الافساد التي نعيشها اصبح كثير منها مغشوش وغير مطابق للمواصفات ،
ولأن عمال الكنابي هم أكثر الفئات التصاقا بالعمليات الفلاحية ،فيستخدمون مبيدات الحشائش ،بعد تحضير الارض وقبل التيراب
في حالة محاصيل الذرة والفول وبعد الانبات حتي النضج ،يرشون مبيدات الحشرات في حالة محاصيل الكبكبي وجنائن الخضروات ، فيستخدمون هذه المبيدات بلا نسب صحيحة
فيرشونها بقديرات منهم مما يزيد نسبة السميات في المنتج ، ولا طرق استخدام سليمة ، فنجد ان عامل الكمبو يقوم بتعبئة المبيد في طلمبات الرش ، واغلبهم يرش بلا كمامات ، ولا اجراءات سلامة
– الكثير من شباب الكنابي  ذهبوا الي مناطق التعدين الاهلي بحثا عن الذهب، ومعروف ان بيئة العمل بمناطق التعدين الاهلي ملوثة جدا ، فاحواض الغسيل وعمليات حرق الدهب ، كلها يتم فيها تعامل غير سليم مع الزئبق الذي يسبب الكثير من الامراض ،
مداخل الحلول.
الحل الامثل بكل تأكيد بيد الدولة ، وان تقوم الحكومات بمسؤلياتها تجاه هذه المجتمعات التي تمثل عماد المنتجين بالمشاريع ، ولكن ؟ حكومة الانقاذ حكومة جبائية ، رفعت يدها تماما عن التعليم والصحة والانتاج ، لذلك هذا الاتجاه مقفول الي حين اشعار اخر ،
ومدخل آخر لمعالجة الإشكالات الصحية والبيئية بالكنابي هو واجب أدارات المشاريع الزراعية ،فهذه الادارات طوال عمر المشاريع الزراعية لم تقدم شئ لعمال الكنابي ، كان واجبها ان تقوم بابسط الاشياء عبر الارشاد الزراعي  والتوعية الصحية ورفع الوعي بمخاطر الاستخدام غير السليم للاسمدة والمبيدات.  ولكن لغياب الربط القانوني والاداري بين عمال الكنابي وهذه الادارات ،غاب هذا الدور او تم تغييبه.
واحدي مداخل الحلول التي اعول عليها في هذه المرحلة ، هي علي الاجسام التي تخرج من صلب مجتمعات الكنابي ، فعليها الالتزام  بتفعيل حملات داخل الكنابي لرفع الوعي الصحي والبيئي ، الي ان تتم معالجة وضعية السكن ، برفع نسب التعليم والوعي للمجتمعات ،
فبإمكان  –
جمعيات واتحادات الكنابي بالسودان  -ان يكون لها دورها الاساسي في هذا الفعل ، فمثلا تستطيع ان تنظم حملات التوعية ، وتستطيع ان تتابع وتظهر حجم الاشكالات بمتابعة المستشفيات التي يتكدس فيها مرضي مجتمعات الكنابي، كالمستشفي الصيني بمدني ،  وغيره من المستشفيات ، والضغط علي الحكومة للقيام بادوارها ، فلا يعقل مثلا ان تكون ترعة عفن  هاجس لسكان كنابي حلفا الجديدة ، فعند كل خريف ، تختلط مياه ترعة عفن الملوثة من المصنع بالترع الاخري التي يشرب منها سكان الكنابي ،
فالعمل الايجابي نحو الحلول والمعالجات ، لن يثمر مالم ، يتحمل ابناء الكنابي مسؤلياتهم تجاه مجتمعاتهم ، وان يستمروا في التحاور حول قضاياها وان تستمر مبادراتهم  وتجميعها في مشروع نهضة مجتمعات الكنابي. 
2/ مايو /2018