السبت , سبتمبر 21 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *ضبط المصطلح.. مدخل للفهم الصحيح لطبيعة المشكلة*

*ضبط المصطلح.. مدخل للفهم الصحيح لطبيعة المشكلة*

╭─┅─═🇸🇩ঊঊঈ═─┅─╮
    📰 *نشـرة الهـدف*
*دقة الخبر ومسئولية الكلمة*
———-
#الهدف
#الهدف_آراء_حرة
#شمس_الدين_صالح

*”الهدف” تنشر رسالة أ. شمس الدين أحمد صالح، عضو قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي ومسؤول تنظيمات دارفور الموجهة لأعضاء مجموعة (الوعي الثوري) حول ضبط المصطلحات في تناول تشخيص وتحليل المشكل السوداني، وحثهم بالبعد عن أي شكل من أشكال التمييز*.

الأعزاء أعضاء (قروب) #الوعي_الثوري:

*لقد أثير موضوع ضبط المصطلحات مثل “الهامش والمركز”، ومثل غرابة وناس الشرق والجلابة وغير ذلك من المصطلحات*.
يجب أن نعرف بأن هذه المصطلحات عدم ضبطها يؤدي حتماً إلى التشخيص والتحليل الخاطئ للأزمة القائمة في البلاد، فحالة التخلف والظلم وعدم العدالة لا تعرف شيئاً اسمه جهة أو عنصر أو قبيلة، بل هي قوة اجتماعية معينة أو عقلية.
إننا يا سادة عندما ندقق في لفظ هامش ومركز سنكتشف حتماً بأن الهامش شيء والمركز شيء آخر، وسنكتشف أيضاً أن الهامش هو المركز!
وذلك ﻷننا سنجد أن في الخرطوم هامش، وفي كسلا هامش، وفي الجزيرة هامش وفي الجنينة هامش، لذلك أعزائي قضية الهامش هي قضية مؤسسة منذ الإستعمار، لكنها أخذت أشكال مختلفة كتنصيب عوائل وأسر بعينها ودون غيرها كقادة للمجتمع في إدارة ما أهلية أو محلية، فيمارسون كافة أشكال الظلم والقهر لإرضاء المستعمر، إذن هذا نوع من “المركز” في “الهامش”.
الآن نلاحظ وأنه بعد الحكم الوطني منذ الإستقلال عام 1956م، نجد بأن الذين انتفعوا بوجودهم في السلطة السياسية أو الذين تزاوجوا بين السياسة والاقتصاد، نجدهم بأنهم استحوذوا على كل ثروات السودان وأنهم مارسوا الظلم والقهر على سائر أبناء الشعب السوداني بلا استثناء، مثل هؤلاء يمثلون عناصر “مركز” سواء أكانوا في حلفا أو طوكر أو الجنينة أو الجزيرة.
لذلك نحن نحتاج فعلاً إلى ضبط المصطلح ضبطاً علمياً، والإتفاق على عدم إطلاق مثل هذه العبارات، ﻷنه لابد أن نتعرف على معنى أي مصطلح قبل أن نفسر به أي ظاهرة.
في الحقيقة يجب علينا أن نتعظ من تجربة شعبنا في الجنوب، فلقد حارب الجنوبيين أكثر من 50 سنة ضد الشمال أو المركز، وما كانت النتيجة إلا الانفصال، بل أنهم حتى بعد الإنفصال لم يرتاحوا فالحرب لم تتوقف حتى هذه اللحظة بين شعبنا في الجنوب، ﻷنه كان واضحاً جداً أن التناقضات القبلية أو الإثنية أو التناقضات تحت الوطنية أو القومية الموجودة بين الجنوبيين أنفسهم، هي أقل من التناقضات الموجودة بين الشمال أو الجنوب، لذلك فتلك التناقضات تفعل فعلها الآن والحرب ما زالت مستمرة في الجنوب.
وأيضاً إذا تصرفنا بأسلوب رد الفعل من سياسات الحكومة التي يطلبها أناس في المركز، وتصرفنا بردود اﻷفعال تجاهها ومن دون أن نفسر هذا الصراع تفسيراً علمياً وموضوعياً، سيدعوننا بالتأكيد في دارفور إلى الانفصال، ومن ثم إذا انفصلت دارفور فتلك طامة كبرى ويصير الموضوع هو تفتيت السودان بشكل كامل، ﻷنه في الحقيقة لن يتبقى شيء من السودان إذا انفصلت دارفور، وسأدلل على ذلك بسؤال: أين كان السودان قديما قبل أن يصير بشكله الحالي الوطني؟؟
كان فقط مملكة سنار ومملكة دارفور، فلقد كانت مملكة دارفور تمتد حتى كردفان، ومملكة سنار تمتد حتى دارفور، بالتالي كل اﻷصوات التي تقول بأن دارفور كانت مستقلة فهو قول غير صحيح، فالحقيقة هي أن دارفور كانت آخر من خضع للحكم الإستعماري، بالتالي دارفور هي السودان نفسه ومن الممالك اﻷوائل في السودان التي أسست دولة نظامية، بل أقول بأن دارفور كدولة نظامية عبر التأريخ هي أقدم من اكتشاف أميركا.
ﻷن دارفور تم اكتشافها كدولة نظامية بالعام 1442م، والرحالة كريستوفر كولومبس هبط في أميركا واكتشفها بالعام 1482م، أي بفارق زمني يمتد ﻷربعين سنة.
لو لاحظنا أيها اﻷعزاء الممارسات التي يرتكبها عناصر ما يسمى بالمركز بالعنف ضد طلاب دارفور “على سبيل المثال”، فإن قمنا بأسلوب رد الفعل والذي سيقود حتماً عاجلاً أم آجلاً إلى الانفصال، سيكون هذا الانفصال محواً للسودان كله من على الخريطة، وسأسأل سؤالاً موضوعياً: إذا ما انفصلت دارفور – لا سمح الله- هل سنتفق نحن كأهل دارفور فيما بيننا؟؟
-أليس الواقع يشير إلى أننا سنتشظى إلى دويلات وكيانات صغيرة، وبذلك نكون قد قدمنا أغلى هدية وعلى طبق من ذهب للإستعمار وقوى الظلام التي كانت تعمل طيلة سنينهم ليتحقق ذلك، ولا يخفى على أحد لماذا تريد قوى الإستعمار والهيمنة أن يتفتت السودان ويتشظى، وذلك لكبر مساحة السودان وموقعه الجيوسياسي الاستراتيجي، وكعمق يربط بين القارتين آسيا وأفريقيا واﻷقطار العربية، بالإضافة ﻷنه بلد غني بالموارد الطبيعية المتوفرة على كل أراضيه.
لكل ما سبق ضبط المصطلح مهم جداً.
وأود أن أؤكد حقيقة مهمة وهي أن يستحيل أبدا الجمع بين العمل المسلح والعمل السلمي الديمقراطي في إسقاط اﻷنظمة والديكتاتوريات، وأمامنا أمثلة ونماذج كثيرة وكلنا يعرفها، فالثورة المصرية والثورة التونسية ﻷنهما كانتا ثورتان سلميتان لم يحدث فيها عمل مسلح، أو تدخل عسكري أجنبي، نجد أن كلتا الثورتان المصرية والتونسية نجحت وفي فترة وجيزة، ﻷن الفعل الثوري كان فعل سلمي ديمقراطي تماماً ومعتمداً على الشعب.
لكن لننظر إلى ثورة ليبيا، بدأت بشكل سلمي ثم خالطها العمل المسلح والذي قادهم، للأسف، أن يتم التدخل اﻷجنبي “قوات حلف النيتو”، والنتيجة سقوط معمر القذافي لكن ليبيا حتى يومنا هذا، والكل يشاهد الزعزعة وعدم الإستقرار والفتن التي تعيشها ليبيا، وأن السلاح لم يوضع هناك حتى الآن بالرغم من سقوط القذافي!
لنرى كمثال آخر الثورة السورية، لا أبالغ إن قلت بأن موقف النظام السوري الآن أقوى من موقف المعارضة السورية المسلحة، فلو استمرت انتفاضة سوريا سلمياً لكانت على اﻷرجح ستنجح في التغيير.
نعود مرة أخرى إلى الجنوب، فطيلة حروب استمرت ﻷكثر من 50 سنة لم ينجح العمل المسلح في الجنوب من إسقاط أي نظام طيلة تلك السنين فلا هي أسقطت نظام عبود ولا هي أسقطت نظام نميري ولا هي أسقطت نظام البشير ولا حتى نجحت في إسقاط اﻷنظمة الديمقراطية التي كانت في الفترة ما بين اﻷنظمة العسكرية.
إن العمل المسلح ضرره اﻷكبر يكون دائماً ضحيته المواطنين اﻷبرياء العزل، ونحن في دارفور نعيش تلك الحالة واﻷوضاع، بالحرب على المواطن في حريته وفي صحته وفي تعليمه وفي حركته، واﻷهم هو حرية المواطن في أن يعبر عن رأيه وهذه الحرية تلاشت تماما ﻷن صوت السلاح بات هو اﻷقوى، فالذي يكسب الجمهور بحركة مسلحة فهذا كسب واهن وغير حقيقي أبداً ﻷنه كسب تحت تهديد السلاح بشكل مباشر أو ضمني، ولن يستطيع أحد منهم أن يعبر عن رأيه ﻷنه قد يؤدي بحياته إلى المهالك بلا شك.
لقد جاء الوقت الحقيقي ﻷن تُشرّح القضية السودانية تشريحاً حقيقياً وأن تُحلل تحليلاً دقيقاً، وبشكل موضوعي وعقلاني، وبعيداً عن العواطف والركض خلف المصطلحات البراقة والكلمات الرنانة، وبالبعد أيضاً عن استخدام أي شكل من أشكال التمييز الجهوي أو الجغرافي أو القبلي، وعدم استخدام ردود اﻷفعال.
ونعتقد بأن طبيعة تكوين المجتمعات تمر عبر صراعات طويلة، لكن الحق دائماً هو الباقي في نهاية اﻷمر، ﻷن الباطل دائما زهوق، فبالتالي يجب أن نرفض أي معالجة للباطل بالباطل، فالمعالجة الحقيقية الصحيحة والفعالة هي معالجة الباطل بالحق، وأن أي موقف يتم اتخاذه كرد فعل للخصم هو للأسف موقف غير أصيل أبداً.
فالموقف اﻷصيل هو الذي يكون معتمداً على الحق، والتجارب حول ذلك عبر التأريخ كثيرة من أشهرها موقف المناضل نيلسون مانديلا، وما عاناه هو والسود من حكم البيض، لكن لننظر ماذا كان موقفه بعد أن صارت القوة عنده والسلطة التي أعطاها الشعب إياه، نجد أن نيلسون مانديلا لم يتصرف أبداً بتصرف ردود اﻷفعال، لكن تصرف بالموقف اﻷصيل وبالشكل الإنساني الذي يجب أن يكون.

————
*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

╰─┅─═ঊঊঈ🇸🇩═─┅─╯

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.