Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
في أول تصريح له بعد تقلده منصب مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني ، توعد قوش المعارضة بإبقاء معتقليها قيد الحبس دون أجل مسمى اذا لم تحسن المعارضة سلوكها . رفضت المعارضة هذا التحدي وأصرت على موقفها في مواجهة الحكومة وسياساتها واعلنت هذا التحدي في الميديا نهارا جهارا وأيدتها دول الاتحاد الاوربي التي ادانت سلوك الحكومة في اعتقال المتظاهرين السلميين ، كما اصدرت يوم أمس سفارة امريكا بالخرطوم بيانا مستنكرة فيه ابقاء المعارضين قيد الاعتقال وتأسفت على تصرفات الرسميين الذين ينتمون لجهاز الأمن وشرطة النظام العام لانتهاكهم القانون وإستخدامه أداة سياسية ضد الناشطين .
ماذا يعني اصدار جهة تتبع للجهاز التنفيذي قرار مسبق بحبس شخص او الاستمرار في حبسه دون خضوعه لمحاكمة قضائية ؟
صلاح قوش اصدر حكماً مسبقا بإبقاء المعتقلين في الحبس دون تقديمهم للمحاكمة وهو ليس قاضي . هذا يعني ان القائمين بأمر السلطة لا يعترفون بالقضاء كجهة مختصة في اصدار الاحكام وأن الدولة لا تحترم قوانينها التي وضعتها بنفسها حيث ترك حرية الانسان ورقبته رهنا لأهواء وعنتريات جهاز الأمن مما يعد انتهاكا صريحا وشنيعا للقوانيين والنظم والعدالة بكل المقاييس .
على المعارضة أن تستمر في التصعيد والتمسك بموقفها حتى يتم اطلاق سراح جميع المعتقلين وخاصة بعد أن إنكشفت لها خدعة النظام بإطلاق جزء من المعتقلين بهدف شق صف المعارضة وحسنا فعلت وإدانت هذا السلوك الخبيث .
وعلى المعارضة أن تتمسك بموقفها وإصرارها على تحدي تصريحات صلاح قوش ومواجهة سياسة النظام حيث باتت أكثر وحدة من ذي قبل ، وهذا الموقف يتطلب بالضرورة تصعيد الاحتجاجات والمظاهرات وخاصة ان المواطن الذي طحنه الغلاء والجوع والمرض والمنكوي بنيران الحروب اصبح رهانه علي الشارع أكثر مما مضى . ومع لهث النظام خلف تحسين علاقته مع الولايات المتحدة بغرض رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب طمعا في القروض ، فليس أمام صلاح قوش الا ان” يبلع ” تصريحه ويأمر بإطلاق سراح المتبقين من المعتقلين وخاصة ان ملفات السودان في حقوق الانسان والإرهاب والحريات الدينية والتباطئ في مكافحة الاتجار بالبشر كلها وحسب التقارير الدولية لا زالت في تراجع مستمر ومحل شك في نظر الغربيين ، والممارسات اليومية الهمجية للنظام تؤكد ذلك .
ثبات المعارضة بوحدة هدفها والتقدم إلي الأمام بالتصعيد دون الإلتفات الي التهديدات الاستفزازية من جهاز الأمن سيقود حتما الي اطلاق سراح المعتقلين ويحفز الشارع الي الاستمرار في التصعيد حتى يتم الخلاص النهائي من هذا الكابوس .
حافظ حمودة
23/فبرايز/2018
