التسامح السياسي
—–
مقتطفات إخترتها من بعض ما ورد في كتاب فتحي الضو ” بيت العنكبوت ”
مع إضافة تعليقات .
كما تعلمون ، الكتاب أصلا عن اسرار جهاز أمن التنظيم الآخواني في السودان .
التسامح السياسي هو كلمة حق اريد بها باطل .
تتكرر كلمة التسامح السياسي وسط بعض قادة المعارضة السودانية .
فالتسامح السياسي ليس هو سوي إعادة انتاج الأزمة السودانية ؛ و عدم المحاسبة علي كل الجرائم البشعة ، بجميع أنواعها ، من فساد الي إغتيال سياسي ، حروب أهلية و إبادة ، قمع للحريات الخ ، سيشجع علي استمرارها ، لان الجاني يعلم ان العقلية السياسية السودانية ” مبرمجة ” علي فكر ” عفي الله عما سلف ” ؛ لكي يضمنوا تطبيق نفس المبدأ عليهم مستقبلا بعد ان يزول حكمهم و بكونوا قد افسدوا ، لأنها تكون قد أصبحت قاعدة متفق عليها اجتماعيا و سياسيا ، و ايضا يروّجون لهذا الفكر بان اي دعوة للعقاب ستحول البلد الي ” صومال أو ليبيا ” . وبهذا يرعبون الناس ، حتي المتعلمين ؛ ولا اريد هنا ان استعمل كلمة المثقفون
” او المثقفين ” ، لانه مصطلح في القاموس السوداني يستعمل في غير موقعه و معناه ، ويخلط كثيرا بين كلمة
” المتعلم و المثقف” .
ليس هنالك شئ اسمه ” تسامح سياسي ” ؛ هنالك تسامح إجتماعي و تسامح ديني ، اما السياسي فمبني علي الحقوق و الواجبات ، علي الجميع ، الحاكم و المحكوم ، و الكل يجب ان يحاسب علي اي قصور او ضرر لحق بالحقوق او الواجبات ؛ فالمواطن يحاسب في المحاكم علي ذلك اذا قصر في واجباته و الحق ضررا بمواطن آخر او الوطن ، و كذلك السلطة الحاكمة هنالك ” ديوان مظالم ” او محاكم يلجأ اليها المواطن للمطالبة بحقوقه في حالة تقصير الدولة ؛ و اذا كانت جرائم الدولة من الجرائم الكبري ، كالقتل و الإبادة و الترهيب و التخويف وقطع العيش و النفي خارج الوطن و الحرمان من العودة اليه ؛ فهذه كبائر لا تسقط بالقدم ؛ و اذا لم تتم محاسبة ؛ كما حدث قي كل مراحل تغيير الحكم في السودان عقب الاستقلال ، فسيتكرر إنتاج الأزمة السودانية ؛ و تترسخ لدي النخبة حالة ” إدمان الفشل ” كما وصفها و حللها الدكتور منصور خالد في كتابه الشهير .
حسن عبيد