الإثنين , أكتوبر 7 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الحوار أفضى إلى فضيحة المحاصصات التي أدت إلى تضخم الجهازين التشريعي والتنفيذي

الحوار أفضى إلى فضيحة المحاصصات التي أدت إلى تضخم الجهازين التشريعي والتنفيذي

 

#الهدف
#الهدف_حوارات
#علي_الريح_السنهوري

*وصف أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي الأستاذ علي الريح السنهوري، المحاصصة التي أفضى إليها الحوار الوطني بالفضيحة، وقال إن الحوار أفضى إلى فضيحة المحاصصات التي أدت إلى تضخم الجهازين التشريعي والتنفيذي، رغماً عن شعارات النظام حول التقشف وتخفيف نفقات الدولة التي يتحمل عبئها المواطن.*

*وانتقد في هذا الحوار مع (الجريدة)، تردي الوضع المعيشي للمواطنين، وتردي الخدمات، وأعتبر أن نواب المجالس التشريعية مجرد موظفين ملحقين بالسلطة، لجهة أن المحاصصة في الحكومة وليست في السلطة. مشيراً إلى أن السلطة  أصبحت -بموجب التعديلات الدستورية الأخيرة- في يد رئيس الدولة.*

*وقلل أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي من استحداث منصب رئيس مجلس الوزراء، ونقل عدد من الصلاحيات لشاغل المقعد، وقطع بعدم حدوث تغيير في كل ما حدث باسم الوفاق والتغيير، وجدد تمسكهم بإسقاط النظام، قبل أن يؤكد بأنه لا يمكن حدوث تغيير إلا بإسقاط النظام، وتصفية كافة مرتكزاته، وتصفية الفساد وميراث التمكين، ومحاكمة النظام وأجهزته على الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب.*
*ووصف السنهوري مواقف قوى المعارضة التي انضمت لنداء السودان بالمتذبذبة بين الحوار والانتفاضة، مشدداً على ضرورة الالتزام بالمسار الذي قال إنه يعبر عن إرادة الشعب في إسقاط النظام الذي وصفه بنظام الاستبداد والفساد.*

*حاورته : سعاد الخضر*
==============

*ما تقييمك للراهن السياسي عقب تشكيل حكومة الوفاق الوطني وموقف المعارضة منها ؟*
لدينا موقف منذ البداية من الحوار الوطني، ورفضناه باعتباره إحدى مناورات النظام  التي درج عليها منذ قدومه لاحتواء من يمكن احتوائه، سيما الآن بعد الانقسامات الكثيرة التي حدثت في ما يسمى بالحركة الاسلامية، وقد افضى هذا الحوار -كما هو مشهود- إلى فضيحة المحاصصات التي أدت الى تضخم في الجهاز الحكومي والتشريعي رغماً عن شعارات النظام حول التقشف وتخفيض نفقات الدولة التي يتحمل عبئها المواطن المثقل بتكاليف المعيشة وتردي الخدمات، ومع ذلك فإن المحاصصة ليست في السلطة وانما في الحكومة.
*والسلطة -وفقاً للتعديلات الدستورية، وللممارسات الدارجة منذ الانقلاب- هي الآن في يد رئيس الدولة، مستنداً على الأجهزة الأمنية، وبالتالي هي سلطة الحاكم الفرد، وأعضاء المجالس التشريعية هم مجرد موظفون ملحقون بهذه السلطة.*
*كان الأمل أن تجري مفاوضات جديدة مع الحركات المسلحة تؤدي الى إيقاف الحرب، وتتحول هذه الحركات إلى أحزاب سياسية تتبنى وتعبر عن مصالح ابناء المناطق المظلومة، ولكن النظام الى اليوم لم يتقدم في الاتجاه الصحيح لمعالجة قضايا الحرب وبسط الأمن والاستقرار، ورفع المعاناة عن كاهل شعبنا الذي عانى الامرين في هذه المناطق.*
إذاً فإن هنالك إجماع وسط الشعب الذي أحاط فيما أحاط بكل سياسات النظام  طوال مايقارب  الثلاثة عقود الماضية.

*ولكن الحكومة تراهن على امكانية تحقيق التغيير بعد استحداث منصب رئيس الوزراء  وعبر تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ؟*

*ليس هنالك تغيير، لأن السياسات والبرامج لم تتبدل، والنظام هو نفس النظام،* سيما وأن رئيس الوزراء الفريق بكري هو قرين الرئيس منذ انقلاب 1989م. هناك نقل لبعض صلاحيات الرئيس لرئيس مجلس الوزراء، ليس هنالك تغيير لأن الصلاحيات ضمن ذات البيت الحاكم المتسلط .

*ألا تعتقد أن مواقف المعارضة الثابتة والرافضة للدخول في الحوار هي التي أدت إلى ضعف الحوار الوطني وما انتهى اليه ؟*

لو دخلت المعارضة الحوار لاشاعت اليأس وسط الشعب من إمكانية التغيير الحقيقي لنظام الاستبداد والفساد، وكان ينبغي عليها ايضاً أن تتماهى مع الأجندة الخارجية وبشكل خاص مع متطلبات الإدارة الأمريكية التي تتعارض تماماً مع مصالح شعبنا والتي أدت الى إشاعة الفوضى والخراب في المنطقتين العربية والأفريقية.

*ولكن ألا ترى أن وقوفكم في نفس المربع القديم أيضا يزرع اليأس في نفوس الشعب ايضاً ؟*

نعم، ولكن اليأس من إمكانية أن يحقق هذا النظام أي تقدم تجاه المصلحة الوطنية، وهو أمر واقع منذ وقوع الانقلاب، حيث أدرك حزب البعث والقوى الوطنية أن هذا النظام لن يزيد الأزمة الوطنية القائمة إلا تفاقماً وتصعيداً، وليس اليأس من إمكانية التغيير الذي يضع البلاد على طريق الخروج من الأزمة.

*إن وجود المعارضة، وثباتها على الموقف  ووقوفها الى جانب الشعب والى جانب انتفاضته المتصاعدة لإسقاط النظام، هو الذي يعطي الجماهير الأمل في إنبلاج الفجر الجديد.*
وأمامك تجارب الاتحاديين وأحزاب الأمة وبعض الحركات التي استجابت إلى دعوات الحوار والمشاركة في الحكم منذ مبادرة المرحوم الشريف زين العابدين الهندي والى توافق قوى التجمع الوطني الديمقراطي بالقاهرة ومشاركتها في الحكم، مروراً بكل الفصائل التي شاركت في هذا النظام، وعلى رأسها مني أركو مناوي، والتي باءت جميعها بالفشل في  إحداث تغيير من داخل هذا النظام.

*اذاً أنتم موقفكم من النظام موقف مبدئي، ولماذا ؟*

*موقفنا مبدئي وثابت، وليس متحجراً، لأن طبيعة هذا النظام لا تسمح  بالتغيير من الداخل، ولا يمكن حدوث تغيير إلا بإسقاط النظام وتصفية كافة مرتكزاته وتصفية الفساد وميراث التمكين ومحاكمة النظام وأجهزته على الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب.*

*أليس هناك صعوبة في تحقيق التغيير في ظل الانفتاح الخارجي الذي حققه النظام مما يعني أنه أصبح محمياً دولياً ؟*

ليس انفتاحاً وإنما خضوعاً كاملا لأجندة ومتطلبات استراتيجية قوى الإمبريالية العالمية وكما ذكرت فهي تتعارض تماماً مع مصالح شعبنا.

*ولكن هناك مخاوف من تكرار سيناريو سوريا والعراق في حال سقوط النظام بالقوة ؟*

*السيناريو في السودان يختلف عن العراق وسوريا، فقد تم فعلاً  فصل الجنوب بمقايضة مع النظام مقابل إطالة أمده في السلطة، وبالتالي فإن خضوع النظام للإملاءات الإمبريالية والصهيونية ليس جديداً، الجديد هو الضغوط التي مارستها أمريكا على السودان وأدت إلى استسلام كامل من قبل النظام السوداني، وكذلك جراء فشل تجربة الانفصال في بناء دولة مستقرة ومزدهرة، بعد أن فضحت شعارات الحركة الشعبية حول دولة المواطنة والتنمية والعدالة والتقدم، وانتهت الى دويلات ومليشيات وإثنيات، وتحول هذه الدولة الى عبء على القوى التي أنشأتها، وعبء  على الضمير الإنساني، لذا فقد تطورت الإستراتجية الأمريكية تجاه السودان خاصة بعد الحراك الشعبي في 13سبتمبر ومابعده، والذي هدد بإسقاط النظام وصعود القوى الديمقراطية والتقدمية، حيث أصبحت المحافظة على الهبوط الناعم هو الضامن لتنفيذ الاستراتجية الأمريكية لقطع الطريق أمام قوى التغيير، ولايخفى عليك أن الإمبريالية ترفع شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان بشكل زائف، لكن مصالحها تتطلب قمع حركة الشعوب، وإجهاض نزوع الجماهير نحو الحرية والديمقراطية والإستقرار والتنمية والتقدم وإستقلال قرارها الوطني.*

*وبماذا تفسر العقوبات الأمريكية على النظام طالما انه صنيعة أمريكية؟*

*إن مقتضيات تنفيذ الاستراتجية الأمريكية قد تطلبت دعم هذا النظام في بداياته الى إن استقر، ومن ثم ممارسة الضغوط عليه لتنفيذ اولاً فصل جنوب السودان ثم تفتيت البلاد لتأمين الكيان الصهيوني وإنفاذ الإستراتجية الأمريكية في المنطقة.*

*وبماذا تفسر الشعارات المعادية لأمريكا؟*

ليس هناك نظام عميل للخارج بالكامل، ولكن جماعة الحركة المتأسلمة كانت ضمن هذا التحالف الذي أفضى للإنقلاب، وأصبح هناك نوع من الصراع بين الضغوط الأمريكية وبين المتأسلمين داخل النظام، وهم من يقفون وراء تلك الشعارات الغوغائية التي كانت تهدف لممارسة نوع من الضغوط على الأمريكان للتصالح مع النظام، وأثناء ذلك كان التعاون الأمني والإستخباراتي بين النظام وأجهزة المخابرات الأمريكية يسير على قدم وساق، باعترافات مصطفى عثمان إسماعيل وزير الخارجية السابق، ومدراء أجهزة الأمن وعلى رأسهم قوش، الذي كان يسافر بطائرة خاصة شهريا للتنسيق مع ال (سي اي ايه) والى يومنا هذا ومنذ تسليم كارلوس ومحاولات تسليم أسامة بن لادن وتسليم 95 من  الإسلاميين لأمريكا، وكل ذلك تم في فترة الشعارات التي تقول  (امريكا روسيا قد دنا عذابها ). هذا النظام -ومن خلفه الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة- لم يكن له مصداقية طوال فترة حكمه، وعلى الصعيد الإقتصادي تم الاستجابة تماماً لكل متطلبات وشروط صندوق النقد الدولي؛ الخصخصة وتصفية القطاع العام وإنشاء  فئات رأسمالية طفيلية ترتبط موضوعياً بالسوق الرأسمالي العالمي مقابل تجويع وإفقار شعب السودان.

*ولماذا صار النظام يدعو للتطبيع مع امريكا علانية؟*

أصبح التطبيع ممكناً لأن الإدارة الأمريكية قد طرحت مشروعاً مرحلياً يفضي الى إطالة أمد النظام، مستخدمة الآلية الأفريقية ومجلس السلم الافريقي، وثامبو امبيكي لإحداث هبوط ناعم لاطالة أمد النظام،   واستجاب النظام بفرح وابتهاج مما يدل على حقيقته التي ظل يخفيها تحت شعارات (أمريكا روسيا قد دنا عذابها).

*هل تتوقع أن يخطو النظام خطوات عملية نحو التطبيع مع إسرائيل ؟*

أنا لا أستبعد أن يخطو نظام الر أسمالية الطفيلية المتأسلمة خطوات (خيانية) لقضية فلسطين، إذ لا يتمتع هذا النظام بأي مصداقية أو مواقف مبدئية، فهو مستعد للخضوع لأي أجندة بصرف النظر عن تعارضها مع مصالح بلادنا وشعبنا في سبيل البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة.

*ولكن هل النظام مستعد لدفع فاتورة التطبيع مع إسرائيل في ظل وجود حواضن للمتشددين والرافضين للخطوة؟*

هذا النظام لا يبالي بالشعب، وقد اعتمد على إستراتجية الإرهاب والقمع منذ اليوم الأول، ولذلك خصص 70 بالمائة من ميزانية البلاد للصرف على الأجهزة الأمنية والقمعية، واتكأ الآن على قوى الإمبريالية العالمية لحمايته، وهو يعول على أجهزة القمع والقوى الخارجية، ويعتقد إنها كافية لتمكينه من البقاء بالسلطة مستخفاً بالإرادة الشعبية، ومتعالياً على تطلعات وطموحات شعبنا.

*هل مازالت خلافات تحالف المعارضة مستمرة؟*

*لا جديد في اصطفاف قوى المعارضة حتى الآن، نحن في قوى الإجماع الوطني ملتزمون بالوقوف في خندق الشعب الرافض للحوار، والذي ترسخت قناعته عبر ثلاث عقود بأنه لا مجال للإصلاح والتغيير في إطار النظام القائم. ونحن ندعو القوى التي انضمت لقوى نداء السودان -والتي أصبحت مواقفها متذبذبة بين الحوار والانتفاضة- ندعوها للإلتزام بالمسار الوحيد الذي يعبر عن إرادة الشعب السوداني وطموحاته في إسقاط نظام الإنقاذ، نظام الاستبداد والفساد*.

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.