الإثنين , أكتوبر 7 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / مدرسة (أولاد ياسين).. لم ينجح أحد!!

مدرسة (أولاد ياسين).. لم ينجح أحد!!

#اعمدة#

كارثة تعليمية مفجعة
بقلم: محمد عبد القادر
مدرسة (ودياسين) التابعة للوحدة الإدارية بالحاج عبد الله في محلية جنوب الجزيرة ستدخل هذا العام (موسوعة غينيس) للأرقام القياسية من أوسع أبوابها لأنها المدرسة (التى لم ينجح منها أحد) فى امتحانات مرحلة الأساس.
رسب جميع التلاميذ فى سابقة خطيرة تجعلنا حريصين على فتح (ملف التعليم) فى الولايات, ومحاكمة تجارب توسع (الكم) على حساب (الكيف), ثم تأمل الفوضى التى تدار بها المدارس فى مؤسسات تقع تحت ظل الحكومة الإداري وتفتقر للمتابعة بفعل ضعف إحساس القائمين على أمرها بالمسؤولية, ثم دعونا بعد ذلك نتعامل بمسؤولية وواقعية مع المتاح للمدارس من عوامل تساعد على النجاح, واقعة (حلة ودياسين) تؤكد أننا نوفر للمؤسسات التعليمية فى بعض الولايات كل أسباب (الفشل) ونطالبها ب( النجاح), (ألقوه فى اليم مكتوفاً وقالوا له إياك إياك أن تبتل بالماء).
ماحدث فى مدرسة (حلة ودياسين) كما يحدثنا الصحفي الميداني المعتق الأستاذ عادل الشوية فى تقرير من داخل المدرسة تنشره (الرأي العام) اليوم يقتضي فتح تحقيق لتحديد مسؤولية كل طرف عن رسوب جميع التلاميذ, لم يفشل التلاميذ وحدهم. سقطت حكومة الولاية وإدارة التعليم وجميع أطراف الكارثة فى امتحان المسؤولية والضمير.
هي فضيحة تتطلب محاسبة كافة المسؤولين عن التعليم فى الجزيرة من الوزير وحتى مدير المدرسة الذى يشتكي الآن من عدم توفر الكتاب والمعلم والبيئة المساعدة على النجاح بعد خراب مالطا.
فى (حلة ودياسين) تسرب التلاميذ من المدرسة لعدم وجود معلمين, هل تصدق عزيزي القارئ أن المدرسة بها ثلاثة معلمين يعكفون على تدريس 480 تلميذاً استقال منهم اثنان وبقي معلم واحد يطارد تدريس كل هذا العدد من التلاميذ, هذا الأستاذ المتبقي كان يدرس أحياناً نصف الحصة حتى يلحق صفاً آخر أصاب تلاميذه الملل, مدير المدرسة المغلوب على أمره ترك الإدارة وتحول الى (سوبر مان) لسد النقص متجولاً فى الفصول يدرس القرآن والإنجليزي، والكيمياء والرياضيات والعالم من حولنا“..
لكم أن تتخيلوا مدرسة بلا معلمين. إنه مما يضحك ويبكي فى آن واحد, الفصول حدث ولا حرج, ثلاثة مقاعد فى فصل يحوي 80 تلميذاً, فقر البيئة المدرسية وعدم توفر الإجلاس والكتاب والمعلم ترك التلاميذ يتسربون من المدرسة خاصة فى أيام سوق القرية حيث يبيعون (الرمتلا) الأشبه ب(الدندرمة) ويذهبون الى الزراعة والمهن الهامشية بدلاً من انتظار أستاذ لن يأتي.
لو كنت مكان أولياء أمور التلاميذ الذين (سقطوا) فى الامتحانات لقاضيت حكومة ولاية الجزيرة التى تسببت بإهمالها واستهتار القائمين على أمر التعليم فيها وعدم متابعتهم للمدارس فى هذه النتيجة الفاجعة.
الغريب فى الأمر أن الموجه التربوي فى مكتب تعليم ولاية الجزيرة  اتصل بالمدير يستفسره بعد إعلان نتيجة الامتحانات عن أسباب سقوط التلاميذ فى الامتحان بينما غاب لمدة عام كامل لا يتفقد ولا يسأل عن أحوال مدرسة بلا سور ولا كتاب ولا معلم ولا تلاميذ كذلك.
إنه تسيب ولا مبالاة تتحكم فى تعامل البعض مع المسؤولية العامة, ماحدث لتلاميذ (حلة ودياسين) أمر مؤلم يحكي جانباً من مأساة التعليم التى تمسك بتلابيب مدارس كثيرة تفتقر للبيئة التعليمية (الملائمة) ولا أقول (الفخيمة), القضية نضعها أمام والي الجزيرة الذى نجح حينما كان حاكماً للبحر الأحمر فى إعادة التلاميذ للمدارس عبر برنامج (الغذاء مقابل التعليم) لكن من ولاهم أمر التعليم فى ولايته يطردون الطلاب من (القراية) لأن المدرسة بلا سور ولا إجلاس ولا كتاب ولا أستاذ, إنها جريمة مكتملة الأركان تقتضي دمعة ووقفة ومحاسبة, نسيت أن أخبركم أن قرية (الشقلة بابكر) التي تبعد (اربعة كلم) من  قرية (أولاد ودياسين) نجح من مدرستها تلميذ وتلميذة فقط لذات الأسباب, ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

* رئيس تحرير (الرأي العام)

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.