*فلسفة ما لا يمكن احتماله* *الصراع بين الخير والشر-*

الأسئلة
لماذا تحاول كثير من النخب اقناعنا بأن نحن غير وظروفنا غير وبالتالي التغيير صعب ولا يمكن تحقيقه؟
لماذا نجحت كثير من الدول الأفريقية والتي تعتبر أكثر جهلا منا ووحشية واثنية وعرقية ومعاناة مما نعانيه لماذا نجحت بالتغير ولا ننجح نحن؟
لماذا يبحث الساسة والمثقفين عن الكثير من التبريرات لقراءة هذا الواقع قراءة عكسية كأن الفشل نتاج لتدخل قوى أخرى؟

كل النخب والشعوب تريد أن تكون بلادها افضل مما يمكن وتتفاوت النخب في تصورها وقدراتها وقراءتها للمنجزات التاريخية وتراكمات الأجيال والدروس التي تتعلمها الأمم وتأتي  الحروب على رأس التجارب التي تمنح الدروس وأخطر انواع الحروب هي الحروب الأهلية التي تنشأ داخل الوطن
هذه الحروب تنشأ دون إرادة الشعوب إنما لإرادة النخب ومصالحها إذا كان هناك خيار لهذه الشعوب من المؤكد ستختار السلم والسلام واللاحرب .
لذلك يمكننا أن نقول إن تجارب الشعوب وأحلامها لا يمكن أن تتحقق بالرغبات التي يتداولها النخب فلا العلمانية ولا الديمقراطية ولا الدولة الدينية ولا مصلحة الدولة العليا يمكن أن تبرر الحرب الأهلية التي تنشأ بين شعوب عاشت في أمن وسلام لسنين طويلة. والأن بإرادة النخب تعيش القتل والدمار الاغتصاب والتشريد هذه الحروب ستدفع ثمنها الأجيال جيلا بعد جيل كي تعيش أجيال قادمة
ولكن اكثر مأسي الحروب هي أن هذه النخب لا تتعلم من التاريخ ولا تعيد حساباتها ولا تؤجل مصالحها بل هي من تكرس هذه الثقافة المدمرة للأجيال ولكن من يستطيع تحذير هذه النخب وايقافها في حدود وخطوط واضحة لا يمكن أن تتعداها
الكارثة الكبرى أيضاً أن الشعب نفسه يعيش في دوامة لا متناهية فلا هو مع النخب في تصورها للصراع ولا هو قادر على إنجاز ما يمكن إنجازه لذلك يعيش حاضرا متقلقل يؤسس لمستقبل مجهول لذلك أحيانا يعامل بعضه على أنه ليس بشعب بل مجموعات متناحرة لأن النخب هي من شوهت ذهن الشعب وغيرت مفهومه للوطن ونظرته للآخر الصراع نفسه تم تدجينه في عقل الشعب على أنه صراع مقدس بمفاهيم أيديولوجية تتبدل كلما شعرت هذه النخب أن الشعب فاق من جهله بطبيعة الصراع
الحرب الأهلية التي تدور ليس لها أي تفسير سوى خطأ وجهل هذه النخب وفشلها في التخلص من الشر الذي بداخلها وتبديله بقيمة الخير.

*خارج النص*

فلسفة ما لا يمكن احتماله ! يعني الغوص عميقا في داخل النفس البشرية وصراعها ما بين الخير والشر-

نورالدين جرجرة