الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / من ذكريات وادي العذاب
سامح الشيخ

من ذكريات وادي العذاب


في شتاء عام 1995 وبعد أن استقر بنا الحال في ذلك الوادي في الصحراء حيث ارسلتنا الدولة في واحدة من سلسلة محاولاتها لغسل ادمغة الشباب ومسح قيم التعايش والسلام الفطري الذي ولدنا به وربانا أهالينا والمحيط الاجتماعي الذي نشئنا به وذلك عن طريق تلقين شباب غر شعارات القتل والإرهاب بإسم الدين وهم في بداية إقبالهم على الحياة لينهلوا من جمالها يحدوهم أمل مراقصة زينتها وبهحتها كما راقصها ونعم بها من ارسلهم لوادي العذاب والأجيال التي من بعدهم،لكنهم أرادوا عكس ذلك ومع  الإصرار والترصد المسبق فقد كان المكان الذي ارسلونا إليه مكان لزرع بذور الفكر الجهادي والتشدد فبعد أن قاموا بتقية إلغاء مادة ومنهج الجهاد من المناهج المقررة على طلاب المرحلة الثانوية بالسودان عملوا على تهيئة معسكرات للجهاد يرسل لها قسريا كل طالب اكمل المرحلة الثانوية فلا عبور للجامعة إلا عبرها ولا يمكن الحصول على استمارات التقديم للجامعة إلا بعد أن ترتدي دمورية الدفاع الشعبي وتردد؛ شعار جهاد نصر شهادة وفي حماك ربنا في سبيل ديننا وأمريكا روسيا قد دنا عذابها علي أن لاقيتها ضرابها وغيرها من اناشيد التلقين التي تدعوا للقتل وإراقة بعض الدماء أو كل الدماء في سبيل الرب وفي سبيل دينه ابتغاء لرفع اللواء  لذلك أنجبت على الطلاب أخذ جرعتهم من شراب الإرهاب الذي أعدته بإحكام في ذلك الوقت.
بعد ان اكتمل نصب الخيام حيث نصبت كل مجموعة منا خيمتها على هواها وذلك لقلة خبرتنا في التخييم ونصب الخيام وقد كانت خياما فخمة ومن النوع الذي نراه في أفلام الحروب والجيوش أثناء الحروب العالمية نصب بعضنا تلك الخيام على شكل مربع والآخر مثلث والبعض الآخر على الشكل الهرمي الشكل في وادي بمكان غير ذي زرع يسمى المرخيات بام درمان يقع بشمالها به بعض التلال المتناثرة كأنها حيوانات ضخمة متحجرة فارة من قطعانها أثناء العصر الجليدي، يقبع المعسكر بين تلين من تلك التلال المتناثرة في الصحراء احدهم
يسمى جبل تربيزة والآخر يسمى جبل حردان. كما توجد بها بعض الأشجار الصحراوية مقاومة العطش في تلك البيئات الصحراوية أو شبه الصحراوية.
بعدها بدأت البرامج وحصص الإرهاب الاسلاموية كان من اغبى برامج هذه الفترة أن تقوم على مدار الأسبوع كل فصيلة من السرايا المكونة من الطلاب تقوم بالذهاب إلى المدينة الجامعية بالفتيحاب للعمل في حفر الأساس لها اوقعني سؤ الحظ في ذلك الوقت بأن كنت من ضمن اول فصيلة تعمل في هذه السخرة كان يتم ترحيلنا إلى مدينة الجامعة الاسلامية من المرخيات إلى الفتيحاب على ظهر شاحنة من النوع الذي تقوم بقلب وكب الرمل أو التراب تلك كان يوضع على ظهر هذا القلاب حوالي ثلاثين طالب واقفين وكان الطريق وعرا حتى يصل القلاب إلى طريق الأسفلت لذلك كان الطلبة مع سرعة القيادة من سائق تلك الشاحنة العسكرية يتدافعون فوق بعضهم البعض في كل حين يقوم به السائق بالضغط على كابح السرعة برجله مما حدا بالطلاب التذمر والاستياء كان الدولة قصدت اذلالهم بالركوب على ظهر مثل هذه الشاحنة التي لم تصنع للركاب من البشر فقد كان ذلك التساقط مزلا للغاية.
في أول يوم حفر كان التلفزيون حضوراً و حضر معه وفد الوزير، أسوأ وافشل من تولى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في ذلك الوقت وهو البروفيسور ابراهيم احمد تبدوا عليه وعلى الوفد المرافق له آثار النعمة ورغد العيش مهلليين ومكبرين على خيباتهم وتخطيطهم الفاشل لم يكمل الطلاب حفر حفرة أساس واحدة حتي فترة الانتهاء من المعسكر فقد كانوا يتكاسلون عمداً في العمل وذلك تعبيراً عن احتجاجهم لهذا العمل الذي يشابه السخرة في عهد التركية السابقة.

سامح الشيخ

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.